مقدمة
يواجه الوطن العربي جملة من التحديات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، بل وصلت هذه التحديات إلى تحدي الهوية واللغة والكيان العربي الواحد، ولا شك أن هذه التحديات تصيب الوطن العربي في العمق تزيد من تشتيت قدراته وامكاناته وإرثه الحضاري. فضلا عن تحدي مجتمع المعلومات والاتصالات الحديثة الذي يتطلب المزيد من العناية بتطوير منظومة التعليم العربي بكافة مستوياتها ومجالاتها.
ونظرا إلى أن المعاملات اليومية مع البيئة التي ينخرط فيها الفرد والتي تتطلب منه استجابات مناسبة تعتمد على القراءة والكتابة ولو بالحدود الدنيا، تأتي أهمية حملات محو الأمية وتعليم الكبار لتصبح مكونا أساسيا من مكونات التخطيط للنظام التعليمي.
ومع التطورات التي تسير باتجاه تحقيق المجتمع المتعلم فإن التواصل والتفاهم المكتوب أصبح يعتمد إلماما بالقراءة والكتابة، سواء في تعامله مع علامات الطريق أو مواعيد المواصلات والنقل، أو ملء الاستمارات الإدارية أو إيداع حساب مصرفي أو قراءة تعليمات في موضوعات تخصه ... إلخ.
وعليه فإن من أحد أبعاد تحقيق المجتمع المتعلم هو تحقيق محو الأمية الكامل، والترويج للبيئة التي تعتمد التواصل المكتوب في المنزل وفي محل العمل وفي كل مكان في المجتمع.
ونظرا لاهتمام جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بقضية الأمية في الوطن العربي، وإشارة إلى خطاب فخامة رئيس جمهورية مصر العربية الذي ألقاه في القمة العربية في دورتها 25 التي عقدت في الكويت بتاريخ 25 و 26 مارس 2014، والذي دعا من خلاله إلى (إعلان العقد الحالي 2014 – 2024 عقدا للقضاء على الأمية في جميع أنحاء المنطقة العربية... إلى اعتماد برنامج عمل يكون هدفه التخلص من ظاهرة الأمية في مختلف أنحاء المنطقة العربية خلال السنوات العشر القادمة، واقتراح أن تكون أولى خطواته عقد اجتماع في غضون الشهرين المقبلين لوزراء التعليم في اللغة العربية يتم الإعداد الجيد له ويقر برنامج العمل الذي دعا لاعتماده، ولمعالجة قضية هي الأساس والسبب للكثير من المشكلات المستعصية في العالم العربي.
والطموح هنا لا يتوقف عند محو الأمية بل يمتد إلى تمكين المواطن من الإلمام بكافة أساليب وأدوات التعامل مع العصر الحديث عبر تعليم متطور يسمح لأبناء الأمة العربية بمنافسة أقرانهم في العالم كله).
وبناء على ذلك تلقت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خطاب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 2443 بتاريخ 27 أبريل 2014 تضمن طلب المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية لدى جامعة الدول العربية باقتراح إعلان العقد الحالي 2014 – 2024 عقدا للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي.
وطلبت عرض الموضوع على المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في دورته 101 وعلى المؤتمر العام في دورته 22 (تونس 27-28/5/2014).
وتم عرض الموضوع على المجلس التنفيذي للمنظمة الذي أصدر قراره رقم (م ت/ د 101/ و21)، وقضى ب:
- الترحيب بدعوة فخامة المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية بإعلان العقد 2014 – 2024 عقدا عربيا لمحو الأمية.
- الموافقة على أن يتم العمل في تنفيذ برنامج العقد العربي لمحو الأمية وفقا لما يلي:
- يتولى إدارة البرنامج لجنة تنسيق عليا من المنظمات والدوائر المعنية يتم تشكيلها في إطار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتختص هذه اللجنة بوضع برنامج العمل والخطة التنفيذية ومتابعة تنفيذ إجراءات محو الأمية خلال العقد.
- تتولى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تقديم الدعم الفني اللازم إلى لجنة التنسيق العليا وإلى الدول العربية التي تطلب ذلك.
- تقوم الدول العربية بوضع أنشطة ومشروعات وفق خطة زمنية تواكب العقد.
- رفع الأمر للأمانة العامة لجامعة الدول العربية للنظر والاعتماد.
- عرض ما جاء في هذا القرار على المؤتمر العام الموقر في دورته الثانية والعشرين للنظر والاعتماد.
وبناء على الفقرة الرابعة من قرار المجلس التنفيذي المشار إليها أعلاه، تم عرض القرار على المؤتمر العام في دورته الثانية والعشرين الذي قرر اعتماد قرار المجلس التنفيذي في دورته الواحدة بعد المائة رقم (م ت/ د 101/ ق21)، كما هو مبين أعلاه، وطلب في البند رقم (3) من المدير العام رفع الأمر للأمانة العامة بجامعة الدول العربية بشأن ما ورد في الفقرة (2) من هذا القرار.
وقام المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم برفع الأمر إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي دعت إلى عقد اجتماع تنسيقي بين قطاع الشؤون الاجتماعية والمنظمة وجمهورية مصر العربية وقد تم ذلك في مقر الأمانة العامة بتاريخ 9/9/2014، وأقر تكليف جمهورية مصر العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بإعداد الإطار المرجعي للعقد العربي لمحو الأمية ونشره في موقع المنظمة وإرساله إلى الدول العربية، لوضع أطرها الوطنية في ضوئه.