الإطار المفاهيمي
ينطلق هذا الإطار من القيم الأساسية للتراث العربي والتي تنزل العلم منزلة الفريضة، وتعتبر التعلّم عملية مستمرة مدى الحياة وغايته الحكمة التي على المرء طلبها أينما كانت، ويؤكد على الهوية الثقافية العربية بعناصرها وأطيافها المختلفة والتي تكونت وتراكمت عبر تاريخ طويل من التفاعل الحضاري، كما يراعي السياق العالمي الذي يقدم العلم والمعرفة كحق إنساني للجميع، وأن الحق في التعليم يتكامل مع بقية الحقوق وهو المقدمة الضرورية للحصول على الحقوق الأخرى، ذلك للمساهمة في بناء أفراد متحررين من الأمية قادرين على العيش والمشاركة في مجتمع المعرفة.
ومن ثم فإن هذا الإطار يتبنى مفهوما لمحو الأمية كمجال من مجالات تعليم الكبار يواكب متطلبات مجتمع المعرفة، حيث ينظر إليه باعتباره عملية مستمرة مدى الحياة، موجهة للصغار والشباب والكبار، متكاملة مع مختلف مراحل التعليم النظامي، متعددة المستويات والأهداف والمحتويات، ومتنوعة في وسائل التوصيل، تقليدية كانت أم إلكترونية.
وتمتد النظرة في هذا الإطار إلى قضية الأمية كونها قضية مجتمعية متشابكة الأبعاد متعددة المظاهر، حيث الأمية الحضارية (الأبجدية، الثقافية، السياسية، الاجتماعية والرقمية وغيرها)، وهو بذلك يتبنى هذا الإطار مفهوما واسعا للأمية يحاول الاستفادة من البنى المؤسسية في الوطن العربي العاملة في مجال تعليم الكبار. ويتبنى مدخلا تنمويا متعدد الأبعاد ينهض بالمجتمع العربي، ويشيع بين أفراده ثقافة التعلم المستمر مدى الحياة. وهو بهذا لا ينفصل عن السياق العالمي الذي يقدم العلم والمعرفة للجميع، لذا يطمح إطار العمل إلى بناء أفراد متحررين من الأمية قادرين على العيش والمشاركة البناءة في مجتمعات المعرفة.